1

الجمعة، 7 أبريل 2017

التيتانيك العقاري

بعض قرائنا من القطاع العقاري، خاصة الذين يكتبون تعليقات محملة بالغضب، لا يبدو أنهم يفهمون بعض مفاعيل الرأسمالية، ويعتقدون أنهم يجب أن يحققوا عائد سنوي مضمون بنسبة 30٪ على رأس مالهم في العام، سنة ، بعد سنة، بعد سنة، إلى ما لا نهاية.
إنما الحقيقة غير ذلك تماما. كيف تعمل الرأسمالية إذا"؟
يضخ المستثمر رأس المال في مشروع معين، مع العلم أن رأس المال هو في خطر! مما يعني أنه في بعض الأحيان يمكن كسب المال، وأحيانا خسارة المال، مع العائد السنوي المتوقع
X٪، دعونا نأخذ 30٪، على سبيل المثال.
فإذا جنى 30٪ سنويا لمدة 30 عاما، كل 100،000 $ سوف تتحول إلى 262 مليون $. لو كانت هذه الحالة حقيقية، ما عليك القيام به هو أن تأخذ المال الذي دفعه والديك للتعليم الجامعي، وضخه في التطوير العقاري للسنوات ال 30 المقبلة، والتقاعد مع 262 مليون $ بعمر 58 سنة! بالطبع هذا خيال هواة، ولا يمت بصلة للرأسمالية.

وبالفعل، فإن الكثير من الهواة يدخلون القطاع العقاري مؤخرا، ولم يكن لهؤلاء أي تجربة أو خبرة  في حالات الركود أو التراجع العقاري، مثلما حدث في التسعينات.
لذلك عندما دخل السوق العقاري ببداية الركود، صدموا ولم يعرفوا ما يجب القيام به، وبالتالي بدلا من خفض الأسعار وجمع مال أقل، أو خسارة القليل من المال، لقد تمسكوا بالأسعار الخيالية القديمة، كالذين تمسكوا بصواري التيتانيك وغرقوا معها.
وسيستمرون بانتظار عودة السياح الخليجيين، أو عودة بعض المغتربين من أصل ال 7 مليون لبناني في البرازيل، كما لو أن الأسباب التي هاجروا بسببها سنة 1890 تغيرت اليوم، أو أولئك الذين في أفريقيا، الذين لا يستطيعون حتى تحويل العملة المحلية التي هبطت قيمتها في البلاد، أو أولئك الموجودين في الخليج، الذين خفضت مكافآتهم السنوية بنسبة ثلثين (بالتناسب مع انخفاض في النفط).
بالمناسبة، عندما نقول بداية الركود، نحن نعني ذلك بكل ما للكلمة من معنى. في غضون بضع سنوات، سوف تنظر إلى الوراء، و تتذكر هذا اليوم، على أنه من الأوقات الجيدة في حياتك، حتى ولو كنت تعتبره الآن أسوأ يوم في حياتك، فالآتي أسوأ.
وهنا نصيحتنا لك: بع الآن بأي سعر كان أو سوف تعلن إفلاسك.

نتوجه ألأن إلى كل شخص من الذين لا يزالوا ينخدعون بكلام و أسعار هؤلاء الدجالين، ولا يزالوا يفكرون بالشراء اليوم، ألقوا نظرة إلى المستقبل القريب، إلى جميع الشقق الفارغة الغير مباعة اليوم، وجميع تلك الموجودة في الصور التي نشرناها، وانظر إلى حالة الاقتصاد، والوضع الأمني ​​الجيوسياسي، وحاول عندها تخمين الأسعار المستقبلية.

وفي الختام، نتوجه إلى المستثمر الذي لا يزال يبني، و يضخ أمواله في السوق العقاري المتدهور، بدلا من اقتطاع خسائره والخروج من دوامة الإنهيار، ونسأله: عندما ترى زملائك ذوي المشاريع المكتملة الغير قادرين على بيع أي وحدة سكنية، والذين 

يضطرون أن يخفضوا الأسعار بشكل كبير، بم تفكر؟

Source:  Real Estate in Lebanon

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق