حين تستدعي سيارة أجرة في هذا البلد، يتوقف السائق ويسألك: "إلى أين تذهب؟".
عندما تخبره عن العنوان الذي تنوي الذهاب اليه، ينظراليك من أعلى إلى أسفل. ثم يقرر:
"50،000 ليرة لبنانية"، إذا كنت تبدو وكأنك أجنبي، وخاصة إذا كنت خليجي.
"40،000 ليرة لبنانية"، إذا كنت ترتدي رولكس (حتى ولو كانت تقليد) أو ترتدي ملابس جيدة أو تبدو وكأنك مغترب.
ويمكنك الوصول لتسعيرة 10،000 ليرة (على سبيل المثال) إن كنت تعرف المنطقة وتعرف كيف تفاوض.
هذا المثال هو مثال واقعي لما يحصل عادة، وبشكل يومي لأي أحد يطلب سيارة تاكسي من الشارع في لبنان.
ما هي المشكلة هنا؟ المشكلة بشكل واضح هي غياب الشفافية.
ما هو الحل؟ الشفافية الكاملة عبر استعمال العدادات وعبرإعتماد تسعيرة موحدة و/أوعبر الدفع التلقائي عن طريق بطاقة الائتمان. من دون مفاوضات ولا تلاعب.
بالعودة إلى سؤالنا. ما هو الفرق بين طلب سيارة أجرة وشراء شقة في لبنان؟ الجواب هو لا شيء: هذا ما يحدث عند محاولة شراء شقة (بغض النظر عن حجم عملية البيع).
فإذا كنت ستشتري نقدا وانت ملم بوضع السوق العقاري و تعرف كيف تفاوض فستدفع أقل بنسبة 30٪ الى 40% من السعر الذي سيدفعه اي أحد لا يعرف حقيقة السوق. أما إذا كنت بحاجة الى قرض، وخاصة من دون دفعة أولى، (حيث على البائع أن يوقع على رسالة احتيال غير قانونية مدعيا أنك دفعت بالفعل 25٪) فسوف يكون السعر الخاص بك أعلى بكثير (لنفس الشقة). وكلما كان "يساعدك" كلما زاد المبلغ الذي ستدفعه. وكلما ازدادت سذاجة المشتري فسيرتفع السعر الذي سيشتري به.
ما هو الحل هنا لحماية المستهلك؟ شفافية الأسعار. نشر جميع أسعار المبيعات حتى يعرف الناس بالضبط ما تم دفعه.
بالطبع، نحن على يقين ان الطبقة الحاكمة في لبنان لن تعمل على تحسين الوضع ولا المساعدة عبر إرساء الشفافية. بل على العكس، بعض أفراد هذه الطبقة يهمهم تغييب الشفافية لزيادة أرباحهم الخاصة.
هنا يأتي دورنا، نحن نسعى لزيادة الشفافية في السوق العقاري عبر نشر الحقائق والدراسات العلمية...
Source: Real Estate in Lebanon
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق